تغييرات جديدة في سياسات الهجرة


في خطوة تهدف إلى تحسين نظام الهجرة وتعزيز الشفافية والعدالة، أعلن مارك ميلر، وزير الهجرة واللجوء والمواطنة الكندي، عن ثلاثة تغييرات رئيسية في سياسات الهجرة الكندية يوم 17 ديسمبر 2024. تسعى هذه التحديثات إلى تحسين الإنتاجية، تعزيز الحماية، والتصدي للاحتيال، بجانب تحسين إدارة الحدود المشتركة مع الولايات المتحدة.

أبرز التغييرات الجديدة

1. إنهاء ممارسة Flagpoling

تشمل هذه الخطوة إلغاء ما يُعرف بـ”الترحيل القسري”، حيث كان المقيمون المؤقتون يغادرون كندا لفترة قصيرة ثم يعودون إلى معبر حدودي للحصول على معالجة أسرع لطلبات الهجرة، مثل تصاريح العمل أو الإقامة الدائمة.

لماذا حدث هذا التغيير؟
رغم أن الفكرة كانت تهدف إلى توفير الوقت للمتقدمين، إلا أنها تسببت في زيادة الضغط على معابر الحدود وأدت إلى تعطيل العمل الضروري، مثل مكافحة الأنشطة غير القانونية.

ما الجديد؟
يمكن للمقيمين المؤقتين الآن تقديم طلباتهم عبر الإنترنت لتجديد أو تمديد وضعهم دون الحاجة للذهاب إلى معابر الحدود. هذه الخطوة ستساهم في:

  • تحرير موارد الحدود للتركيز على المهام ذات الأولوية.
  • تقليل الازدحام على الحدود.
  • تسهيل الإجراءات على المتقدمين.

2. تشديد القواعد لمكافحة الاحتيال

كندا عززت قوانينها لحماية نظام الهجرة من التلاعب والاحتيال، مع إدخال تعديلات على قانون الهجرة وحماية اللاجئين.

ما الجديد؟

  • الحكومة الآن تملك سلطة سحب أو تعليق أو تعديل مستندات الهجرة في حالة اكتشاف احتيال أو تهديد أمني.
  • يمكن إيقاف معالجة الطلبات في حال الاشتباه بمحاولات احتيال واسعة النطاق أو مخاطر تتعلق بالسلامة العامة.

أهمية هذه الخطوة؟
هذه التغييرات تهدف إلى ضمان وصول برامج الهجرة للمستحقين فقط، ومنع استغلال النظام وإهدار موارده.

3. تعديلات على نظام الدخول السريع

في محاولة لمواجهة الاحتيال المرتبط بعروض العمل الوهمية، ألغت الحكومة النقاط الإضافية التي كانت تُمنح لعروض العمل المدعومة بتقييم تأثير سوق العمل (LMIA).

ما أثر هذا التغيير؟

  • تقليل الاحتيال وزيادة الإنصاف للمتقدمين المهرة.
  • تحسين مصداقية النظام وثقة المتقدمين فيه.

إصلاحات إضافية على نظام الهجرة

الحد من عبور الحدود غير القانوني:
عملت كندا مع الولايات المتحدة لتوسيع اتفاقية الدولة الثالثة الآمنة (STCA) في مارس 2023، مما قلل بشكل كبير من عدد العابرين للحدود بشكل غير قانوني.

التعاون مع الولايات المتحدة:
تشمل الجهود المشتركة إنشاء مراكز إقليمية جديدة لتعزيز الأمن ومكافحة الجريمة المنظمة والاتجار بالمخدرات.

نتائج ملموسة للتغييرات

  • انخفاض عدد طلبات اللجوء من المكسيك بنسبة 92٪ بعد فرض متطلبات تأشيرة جزئية.
  • تقليل عدد الدخول غير القانوني إلى كندا من 165 يوميًا إلى 12 يوميًا.
  • تعزيز أمن الحدود ورفع مستوى الكفاءة.

رسالة واضحة للمستقبل

التغييرات الجديدة تعكس التزام كندا باستمرار استقبال المهاجرين مع الحفاظ على نظام عادل وشفاف. من خلال هذه الخطوات، تعزز الحكومة سلامة النظام وتضمن تحقيق أقصى استفادة للمتقدمين المستحقين، مما يجعل كندا واحدة من أكثر الوجهات جاذبية للمهاجرين المهرة.

هذا الإصلاح ليس فقط تحسينًا للنظام الداخلي، بل يعزز أيضًا العلاقات الدولية، خاصة مع الولايات المتحدة، لضمان مستقبل آمن ومنظم للجميع.