هل يغادر الكنديون الجدد البلاد بحثًا عن فرصٍ أفضل؟


هل يغادر الكنديون الجدد البلاد بحثا عن فرص أفضل؟

دراسة رسمية تؤكد العكس

في ظل تصاعد النقاشات حول مدى استقرار المهاجرين الجدد في كندا، جاءت دراسة جديدة صادرة عن هيئة إحصاء كندا (Statistics Canada) هذا الشهر لتبدد واحدة من أكثر المقولات شيوعًا: أن الحاصلين على الجنسية الكندية من المهاجرين يغادرون البلاد بأعداد كبيرة. لكن الحقيقة، وفقًا للأرقام، مختلفة تمامًا.

المهاجرون الذين يحصلون على الجنسية الكندية… يبقون في كندا

تشير الدراسة إلى أن 93% من المهاجرين الذين تم قبولهم في كندا بين عامي 2008 و2012، وكانوا ضمن الفئة العمرية من 25 إلى 54 عامًا، واستوفوا شروط الحصول على الجنسية، لا يزال لديهم “وجود فعّال” في كندا بعد مرور 10 سنوات من قبولهم.

ويُقصد بـ”الوجود الفعّال” هنا قيام الفرد بتقديم إقرار ضريبي رسمي داخل كندا، وهو مؤشر يُعتمد عليه لقياس الاستقرار والإقامة الفعلية داخل البلاد.

الحاصلون على الجنسية أكثر استقرارًا من غيرهم

وعند مقارنة هؤلاء بمن لم يحصلوا على الجنسية الكندية من نفس الفئة العمرية ونفس فترة القبول (2008-2012)، نجد أن 67% فقط من غير الحاصلين على الجنسية ما زال لديهم وجود فعّال بعد 10 سنوات. هذا يعزز فكرة أن نيل الجنسية الكندية مرتبط فعليًا برغبة أكبر في الاستقرار والاندماج داخل المجتمع الكندي.

المهاجرون الجدد أكثر تمسّكًا بكندا من السابقين

لم تقتصر الدراسة على هذه الفئة فقط، بل قارنت كذلك بين من هاجروا إلى كندا خلال الفترة 2003–2007 ومن هاجروا بين 2008–2012. وكانت النتيجة أن نسبة الاستقرار بين الحاصلين على الجنسية من الفئة الأولى بلغت 91% بعد 10 سنوات، بينما بلغت فقط 58% بين من لم يحصلوا على الجنسية من نفس الفترة.

وهذا يشير إلى تحسّن ملحوظ في معدل الاحتفاظ بالمهاجرين خلال السنوات الأخيرة.

ما العوامل التي تؤثر على قرار المهاجر بالحصول على الجنسية؟

الدراسة أوضحت أن بعض العوامل المعروفة بـ”رأس المال البشري” تلعب دورًا محوريًا في اتخاذ قرار نيل الجنسية الكندية، وأبرزها:

1. المستوى التعليمي

كلما زاد مستوى التعليم، زادت فرص نيل الجنسية. فالحاصلون على درجات البكالوريوس والدراسات العليا كانوا أكثر احتمالاً للحصول على الجنسية مقارنةً بذوي التعليم المتوسط أو المنخفض.

2. إتقان إحدى اللغتين الرسميتين (الإنجليزية أو الفرنسية)

أظهرت الدراسة أن من يتقنون إحدى اللغتين عند دخولهم كندا لديهم فرص أعلى بكثير في الحصول على الجنسية.

3. العمر عند الوصول

المهاجرون الذين قدموا إلى كندا بين سن 20 و34 عامًا كانت لديهم رغبة أعلى بالحصول على الجنسية مقارنةً بالفئات الأكبر سنًا.

4. فئة الهجرة

اللاجئون كانوا الأكثر ميلًا لنيل الجنسية، يليهم المقبولون ضمن برنامج العمالة المهرة الفيدرالي (FSWP) وبرنامج اختيار كيبيك.

5. بلد المنشأ

من أبرز النتائج اللافتة أن المهاجرين القادمين من دول نامية (مثل مصر، باكستان، الفلبين، إيران) كانوا أكثر رغبة في الحصول على الجنسية (بين 74% و82%) مقارنةً بمن قدموا من دول متقدمة مثل الولايات المتحدة، فرنسا، المملكة المتحدة، وكوريا الجنوبية (بين 35% و54%).

هل يهاجر الكنديون الجدد بعد حصولهم على الجنسية؟

من بين أهم الأسئلة التي حاولت الدراسة الإجابة عنها: هل يؤدي حصول المهاجر على الجنسية إلى زيادة احتمالية مغادرته كندا لاحقًا؟ أم أن الجنسية تعزز من فرص بقائه؟

الإجابة جاءت واضحة:

  • في العام الذي يسبق الحصول على الجنسية، بلغت نسبة “الوجود الفعّال” 97%.

  • بعد سنة واحدة من الحصول على الجنسية، انخفضت النسبة إلى 95% فقط – أي تراجع طفيف بنسبة 2%.

  • بعد 3 سنوات من التجنّس، أصبحت النسبة 92% – أي انخفاض بنسبة 5%.

وهو انخفاض محدود نسبيًا، لا يعكس ما يُشاع عن مغادرة واسعة النطاق بعد التجنّس. بل إن هذه النسبة ما تزال أعلى بكثير مقارنة بغير الحاصلين على الجنسية، الذين يشهدون انخفاضًا بمعدل 3% سنويًا في وجودهم الفعلي داخل كندا.

رسالة هامة للراغبين في الهجرة إلى كندا

هذه الدراسة تُرسل إشارات طمأنة قوية لكل من يفكر في الهجرة إلى كندا، وخصوصًا من أبناء الدول العربية مثل مصر، سوريا، العراق، واليمن.

  • كندا ليست فقط وجهة مؤقتة، بل وطن طويل الأمد لمن يرغب فعلاً في بناء حياة مستقرة.

  • نيل الجنسية الكندية لا يعني بالضرورة مغادرة البلاد، بل على العكس: يعزز من فرص البقاء، الانتماء، والمشاركة الفعلية في المجتمع الكندي.

  • الإلمام باللغة، والسعي لتحسين المؤهلات العلمية، والانخراط في العمل، هي مفاتيح للاندماج والنجاح في كندا.

احجز استشارة مجانية مع محامي هجرة كندي معتمد

إذا كنت تفكر في الهجرة إلى كندا أو ترغب في معرفة فرصك في الحصول على الإقامة الدائمة والجنسية، يمكنك جدولة استشارة مجانية مع أحد محامي الهجرة المعتمدين لدى شركة زغبي إميجريشن.