أربع مدن كندية ضمن أفضل 100 مدينة طلابية في العالم لعام 2026

هل تعتقد أن اختيار المدينة التي ستدرس فيها في كندا مجرد قرار ثانوي؟

 الحقيقة أن المدينة التي تختارها قد تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل تجربتك الدراسية، من حيث جودة الحياة، فرص العمل بعد التخرج، وتكلفة المعيشة، بل وحتى قدرتك على البقاء في كندا بعد الدراسة.

في الوقت الذي يتجه فيه آلاف الطلاب العرب سنويًا إلى كندا بحثًا عن تعليم عالي الجودة، يغفل كثيرون عن أهمية تصنيف المدن الطلابية عالميًا، وما يعكسه من واقع ملموس يعيشه الطلاب الدوليون على الأرض.

فما الذي يجعل مدينة ما أكثر جذبًا من غيرها؟
وكيف تختار الوجهة الأنسب التي تمنحك تجربة متوازنة بين التعلّم، الحياة، والعمل؟

في هذا المقال، نأخذك وراء تصنيف QS العالمي لأفضل المدن الطلابية لعام 2026، والذي وضع أربع مدن كندية ضمن أفضل 100 مدينة في العالم، لنكشف لك كيف تقاس هذه المدن من حيث الأمان، التنوع، التوظيف، والاندماج، وما الذي يجعل مدنًا مثل مونتريال، تورنتو، فانكوفر، وأوتاوا في مصافّ الوجهات التعليمية المرموقة عالميًا، ونقدم لك أيضًا تحليلًا دقيقًا وعمليًا يساعدك على اتخاذ قرار مدروس، سواء كنت على وشك تقديم طلبك للدراسة، أو تخطط للهجرة الأكاديمية قريبًا.

أربع مدن كندية ضمن أفضل 100 مدينة طلابية في العالم لعام 2026

ماذا يعني ذلك للمهاجرين والطلاب الدوليين؟

في إنجاز جديد يُضاف إلى سجل كندا الحافل في مجال التعليم العالي، تم تصنيف أربع مدن كندية ضمن قائمة أفضل 100 مدينة طلابية في العالم لعام 2026، وفقًا لتصنيف QS Best Student Cities الصادر عن المؤسسة التعليمية العالمية المعروفة Quacquarelli Symonds (QS)، والتي تُعد من الجهات الأكثر موثوقية في تصنيفات الجامعات والمدن الطلابية على مستوى العالم.

المدن الكندية التي شملها التصنيف هي: مونتريال، تورنتو، فانكوفر، وأوتاوا، وكلها حافظت على مكانتها كوجهات مفضلة للطلاب الدوليين، رغم المنافسة الشديدة والانخفاض العام في التصنيفات على مستوى أمريكا الشمالية هذا العام.

تصنيفات المدن الكندية حسب التقرير:

  • مونتريال: المرتبة 18 عالميًا
  • تورنتو: المرتبة 22 عالميًا
  • فانكوفر: المرتبة 29 عالميًا
  • أوتاوا: المرتبة 80 عالميًا

أولًا: مونتريال (مدينة الطلاب الكلاسيكية في كندا)

تُعتبر مونتريال، أكبر مدن مقاطعة كيبيك، واحدة من أكثر المدن ترحيبًا بالطلاب الدوليين. وعلى الرغم من تراجعها هذا العام من المرتبة العاشرة إلى المرتبة الثامنة عشرة عالميًا، إلا أنها لا تزال تتصدر قائمة المدن الكندية في هذا التصنيف.

تميزت مونتريال بنقاط مرتفعة جدًا في مؤشري رأي الطلاب (94.4) وتنوع الطلاب (91.5)، ما يعكس رضا الطلاب الدوليين عن تجربتهم في المدينة، وتنوع جنسياتهم وخلفياتهم الثقافية.

كما حصلت على تقييم جيد في نشاط أصحاب العمل (80) والجاذبية العامة (74.8)، لكنها سجلت انخفاضًا ملحوظًا في مؤشر القدرة على تحمل التكاليف (30.5)، ما يشير إلى ارتفاع تكاليف المعيشة مقارنة بمدن أخرى.

مونتريال تحتضن جامعة ماكجيل، التي احتلت المركز الأول في كندا والمركز 27 عالميًا ضمن تصنيف QS للجامعات لعام 2026.

 

ثانيًا: تورنتو (قلب كندا الاقتصادي والتعليم العالي)

احتلت تورنتو، كبرى مدن كندا، المرتبة الثانية على مستوى البلاد والمرتبة 22 عالميًا.

حصلت المدينة على درجات مرتفعة في رأي الطلاب (93.1) وتنوع الطلاب (91.8)، كما نالت تقييمًا قويًا في نشاط أصحاب العمل (85.6) والجاذبية (82.4)، مما يعكس مدى اندماجها في سوق العمل المحلي والدولي.

لكن، مثل مونتريال، عانت تورنتو من ضعف في مؤشر القدرة على تحمل التكاليف (17.4)، وهو ما يشكل تحديًا حقيقيًا للطلاب الدوليين.

تحتضن المدينة جامعة تورنتو، المصنفة الثانية على مستوى كندا والمرتبة 29 عالميًا، بالإضافة إلى جامعة يورك التي جاءت في المركز 333 عالميًا.

 

ثالثًا: فانكوفر (جمال الطبيعة والمعيشة المرتفعة)

احتلت مدينة فانكوفر، الواقعة في مقاطعة كولومبيا البريطانية، المرتبة 29 عالميًا، وهي ثالث أفضل مدينة كندية في هذا التصنيف.

تفوقت فانكوفر في مؤشر تنوع الطلاب (91.8)، كما حققت درجات جيدة في رأي الطلاب، ونشاط أصحاب العمل، والجاذبية، إلا أن ارتفاع تكاليف المعيشة (16.9) كان أحد أكبر العوائق، مما خفّض من التقييم العام للمدينة.

ووفقًا لموقع MovingWaldo، بلغ متوسط تكلفة المعيشة في فانكوفر حوالي 3,793.63 دولارًا كنديًا شهريًا في عام 2025، مما يجعلها أغلى مدينة للطلاب في كندا.

المدينة تضم جامعة كولومبيا البريطانية (UBC) المصنفة الثالثة في كندا والمرتبة 40 عالميًا، بالإضافة إلى جامعة سايمون فريزر التي جاءت في المرتبة 308 عالميًا.

 

رابعًا: أوتاوا (العاصمة الهادئة ذات الإمكانيات المتوازنة)

دخلت أوتاوا، عاصمة كندا، التصنيف العالمي في المرتبة 80، محافظة على مكانة محترمة بين المدن الطلابية.

تفوقت أوتاوا في مؤشرات رأي الطلاب (80.3)، وتنوع الطلاب (82.3)، والجاذبية (73.6)، لكنها سجلت درجات منخفضة نسبيًا في نشاط أصحاب العمل (35.6) والقدرة على تحمل التكاليف (22.1) ومستوى الجامعات (27.4).

تضم المدينة جامعة أوتاوا، التي احتلت المرتبة 218 عالميًا في تصنيف QS 2026.

 

ما الذي تقيسه تصنيفات QS للمدن الطلابية؟

يعتمد تصنيف QS Best Student Cities على ستة مؤشرات رئيسية:

  1. تصنيف الجامعات: عدد الجامعات في المدينة المدرجة في تصنيف QS وأداؤها.
  2. تنوع الطلاب: نسبة الطلاب ضمن عدد السكان، وعدد الطلاب الدوليين، ومدى شمول المدينة.
  3. الجاذبية: الأمن، جودة الهواء، رأي الطلاب، والرغبة في الإقامة بعد التخرج.
  4. نشاط أصحاب العمل: مدى رضا جهات التوظيف عن خريجي المدينة وفرص العمل المتاحة.
  5. القدرة على تحمل التكاليف: تكاليف الدراسة والمعيشة.
  6. رأي الطلاب: استبيانات لقياس تجربة الطلاب في كل مدينة من حيث الترحاب، والبيئة، والدعم، والتنوع. 

وللتأهل للتصنيف، يجب أن تضم المدينة أكثر من 250 ألف نسمة، وتستضيف على الأقل جامعتين مدرجتين في تصنيف QS العالمي.

 

ما أهمية هذه التصنيفات للمهاجرين والطلاب الدوليين؟

تمثل هذه التصنيفات مؤشرًا موثوقًا لاختيار المدينة المناسبة للدراسة في كندا. فاختيارك لمدينة مثل تورنتو أو مونتريال أو فانكوفر لا يعني فقط جامعة مرموقة، بل أيضًا بيئة تعليمية متكاملة، فرص عمل محتملة، وتنوع ثقافي يجعل تجربة الدراسة أغنى وأكثر انفتاحًا.

ومع وجود بعض التحديات المتعلقة بالتكاليف، يمكن للطلاب الموازنة بين جودة التعليم والتكلفة حسب وضعهم المالي.

 

ماذا تحتاج لتبدأ دراستك في كندا؟

للتقديم كطالب دولي في كندا، عليك اتباع الخطوات التالية:

  • اختيار برنامج دراسي في مؤسسة تعليمية معتمدة (DLI) من قبل الحكومة الكندية.
  • الحصول على خطاب قبول من الجامعة.
  • تقديم طلب للحصول على تصريح دراسة، ويشمل ذلك إثبات القدرة المالية (22,895 دولارًا كنديًا للفرد الواحد ابتداءً من سبتمبر 2025)، بالإضافة إلى وثائق مثل شهادة طبية، بصمات، شهادة شرطة، وخطاب ترشيح إقليمي أو إقليمي خاص إذا لزم الأمر.

احرص أيضًا على متابعة آخر تحديثات برامج تصاريح العمل بعد التخرج (PGWP) وتصاريح العمل المفتوحة للأزواج (SOWP)، التي شهدت تغييرات عديدة في عامي 2024 و2025.

 

كندا تظل وجهة دراسية متميزة رغم التحديات

رغم تراجع ترتيب بعض المدن الكندية في تصنيف 2026، تبقى كندا من أفضل الوجهات العالمية للدراسة، بفضل جودة التعليم، وتنوع الخيارات، والفرص المتاحة بعد التخرج.

سواء كنت تبحث عن تعليم عالمي، أو تفكر في الهجرة المستقبلية بعد التخرج، فإن اختيار المدينة المناسبة هو أول خطوة في مسارك نحو النجاح.